لطالما لبّى عدد كبير من الفنانين اللبنانيين الدعوة للمشاركة في نشاطات تهدف إلى دعم قضايا المجتمع والانسانية اكان في لبنان أو حتى في دول العالم العربي.
ومن كبارنا الذين لا يترددون في دعم قضايا الانسان والمجتمع، السيدة ماجدة الرومي التي غنت الوطن والقضية والانسان والطفولة والحب وغيرها من المواضيع. فكانت دائماً أول الداعمين لهذه القضايا بعيداً عن الحسابات الضيقة التي قد يغرق فيها البعض، أكان لناحية الترويج الاعلامي لهذا النشاط الانساني أو حتى البدل المادي.
فالسيدة ماجدة الرومي، إنسانة ملتزمة .. ملتزمة قضية الانسان وهي آخر من يسأل عن القشور المادية أمام اهمية وقدسية الحالة الانسانية التي تقرر تبنيها ودعمها.
وفي الآونة الأخيرة نستغرب كيف تجرأ البعض على التصويب نحو انسانية ماجدة الرومي، عن قصد وعن سابق اصرار وتصميم ولأهداف صغيرة وشخصية، متهمين الرومي بأن الحفل الخيري الذي ستحييه بعد أسابيع هو للأغنياء فقط نتيجة اسعار البطاقات المرتفعة نسبياً بالنسبة للمجتمع المصري.
نعم .. خيراً تفعل شراً تلقى ... حملة مبرمجة على السيدة ماجدة الرومي بسبب سعر بطاقات الحفل المقرر أن تحييه بمركز الصوت والضوء بالاهرام في 20 أيار/مايو المقبل ويعود ريع الحفل لبناء مستشفى أهل مصر لعلاج الحروق. والاهم ان المروجين لهذه الحملة يدركون تماماً ان السيدة ماجدة الرومي تقدم نفسها مجاناً لهذا الحفل لكي تساهم مع الجهة المنظمة على تأمين المبلغ المطلوب.
وأهل الاختصاص يعلمون جيداً ان أمثال السيدة ماجدة الرومي عندما يقدمون انفسهم من اجل قضايا انسانية لا يتقاضون ارباحاً مادية عن الحفل، بل يطلبون فقط اتعاب الفرقة الموسيقية . أضف إلى أن أسعار البطاقات ليست الرومي من يحددها أو يشترطها بل هي تعود مباشرة إلى الجهة المنظمة المخولة تحديد السعر الذي تجده مناسباً لتحقيق هدفها المادي.
واذا كان البعض يعترض على أسعار البطاقات التي تتراوح بين 100 دولار و 500 دولار، فعليهم مراجعة الجهة المنظمة للحفل وليس التهجم على الفنانة ماجدة الرومي التي قدمت صوتها وحضورها في هذا العمل الانساني مجاناً. فهذا السلام الداخلي الذي تعيش به الرومي وليد محبة كبيرة في داخلها وناتج عن انسانية كبيرة تتمتع بها وعن "موهبة" الشعور بمعاناة الآخرين. فهي التي تقدم سنوياً صوتها لطفل المزود لن تحجبه عن أخيها الانسان الذي أوصاها به يسوع في الانجيل .